بحث

العزيز

العزيز

بسم الله الرحمن الرحيم

     أيها الأخوة الأكارم: مع اسم جديد من أسماء الله الحسنى، والاسم اليوم: "العزيز".  

     معرفة اسم "العزيز" تجعلك عزيزاً، معرفة اسم "العزيز" تجعلك غنياً، تجعلك قوياً، تجعلك حراً أبياً، إن أردت أن تكون عزيزاً فكن مع "العزيز"، سبحانك إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت.  

     أيها الأخوة، هذا الاسم ورد في كثير من آيات القرآن الكريم، لعله ورد قريباً من مئة آية، وكذلك ورد في الحديث الشريف.  

  • المعنى الاول لهذا الاسم "العزيز" هو الغالب.  ﴿ وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ ﴾  لمجرد أن تتحقق جنديتك لله عز وجل فأنت الغالب، ومستحيل وألف ألف مستحيل أن تكون جندياً لله ولا تنتصر.  ﴿إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ﴾. إن لم ننتصر فالخطأ منا، الكرة في ملعبنا، هناك خلل في جنديتنا لله عز وجل. فالبطولة أن تكون مع القوي، قوة المؤمن من توكله على الله، قوة المؤمن من اعتماده على الله، قوة المؤمن من تطبيقه لمنهج الله كثمن لنصر الله، نصر الله له ثمن، الأمور ليست بالتمنيات، التمنيات بضائع الحمقى.  سبحانك إنه لا يذل من واليت، ولا يعز من عاديت.  
  • المعنى الآخر: "العزيز" هو الجليل والشريف.  
  • "العزيز" هو القوي. إذا قلت فلان عزيز يعني قوي، والناس يحبون الأقوياء وطبع في الإنسان أن يحب القوي، لكن من هو أقوى الأقوياء؟ خالق السماوات والأرض، من هو القوي إلى أبد الآبدين؟ خالق السماوات والأرض، إن أردت أن تكون قوياً كن مع القوي لا تكن مع الضعيف، إن أردت أن تكون أقوى الناس فتوكل على الله، وإن أردت أن تكون أكرم الناس فاتقِ الله، وإن أردت أن تكون أغنى الناس فكن بما في يدي الله أوثق منك بما في يديك.  
  • الله عزيز أي لا مثيل له، لا ندّ له، لا نظير له، واحد أحد فرد صمد: ﴿ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ ﴾، ﴿ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ﴾    وكل ما خطر في بالك فالله بخلاف ذلك.  
  • معنى "العزيز" أنه يحتاجه كل شيء في كل شيء، الناس بحاجة إلى ملك يوفر لهم الأمن، والحاجات، والنظام،...إلخ، لكن أحياناً يكون هناك راعٍ بأطراف المملكة، يأكل ويشرب من هذا الذي أمامه، من حليب الغنم، ومن لحمها، وليس بحاجة إلى الملك، أي أحياناً يكون أقوى إنسان لسنا بحاجة إليه، لكن إذا قلنا الله عزيز تحتاجه النملة السمراء، على الصخرة الصماء، في الليلة الظلماء، يحتاجه كل مخلوق لأنه إمدادك من الله، لو مات الإنسان ووزناه لا ينقص ولا غرام واحد، ما الذي فقده ؟ الإمداد، كان يتكلم، ويبتسم، ويضحك، ويمشي، ويجلس، ويأمر، وينهى فإذا انقطع الإمداد عنه أصبح جثة هامدة.  
  • الله "العزيز" أي يستحيل أن تحيط به،    لكن كاستثناء دقيق يمكن أن تصل إليه عبادة، يمكن أن تعرفه معرفة محدودة يمكن أن تعبده، يمكن أن تطيعه، يمكن أن تتصل به أما أن تحيط به مستحيل، لا يعرف الله إلا الله، حتى سيد الأنبياء والمرسلين معرفته ليست مطلقة، لا يعرف الله إلا الله.  

  أختم هذا اللقاء الطيب بهذه الآية: ﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ ﴾﴿ فَتَكُونَ مِنَ الْمُعَذَّبِينَ ﴾

  الإله الآخر شهوتك أحياناً، الإله الآخر إنسان قوي تتوهم أن بيده الأمر، الإله الآخر إنسان قوي تتوهم أن سلامتك بالانبطاح أمامه، كما يجري، تتوهم أحياناً أن سلامتك أن تواليه، الله قال: ﴿ فَلَا تَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهاً آَخَرَ﴾    أحد أكبر العذاب النفسي أن تدعو مع الله إلهاً آخر. 

     إذا كنت مع الله كنت الغالب، الذي إذا كنت معه كنت المنتصر، الذي إذا كنت معه كنت عزيزاً.  

﴿ وَتَوَكَّلْ عَلَى الْعَزِيزِ الرَّحِيمِ ﴾

اجعل لربك كل عزك يستقر ويثبت    فإذا اعتززت بمن يموت فإن عزك ميت  



المصدر: أسماء الله الحسنى - إصدار 2008 - الدرس : 034 أ - اسم الله العزيز 1