بحث

أمور يجب أن يتجنبها الزوجان

أمور يجب أن يتجنبها الزوجان

بسم الله الرحمن الرحيم

أكبر مهمة يقوم بها الشيطان التفريق بين الزوجين : 

      بادئ ذي بدء هل تصدقون أن يقول النبي عليه الصلاة والسلام يقول : 

      الحمد لله، على ماذا ؟ قال : (( الحمد لله الذي رزقني حبّ عائشة)) 

      فجعل النبي الكريم حبّ زوجته أكبر النعم التي أنعم الله عليه، والحب بيدك، هناك كلام يقوله الشياطين : بعد فترة تمل الزوجة، أكثر الأعمال الفنية تزهد بالزوجة، يعني دفء المرأة يكون بالحرام، هذا من كيد الشيطان، أنا أعتقد اعتقاداً جازماً أن الشيطان أكبر مهمة يقوم بها التفريق بين الزوجين، أن يكره الزوج بزوجته، أن يكره الزوجة بزوجها، تجد الزوج أحياناً مع نساء أخريات في أعلى درجة من اللطف والنعومة والمرح لكن مع زوجته قاسٍ جداً هذا من عمل الشيطان، مودتك لزوجتك، ابتسامتك لزوجتك، اعتذارك لزوجتك، تقديرك لزوجتك، الثناء على زوجتك . (( الحمد لله الذي رزقني حب عائشة )) 

أمور يجب أن يتجنبها الزوجان : 

أولا: الجهل بالواجبات والحقوق الشرعية : 

      أزمة علم، الحقيقة لا تعرف حق زوجها ولا يعرف حق زوجته، ولا يحسن إدارة زوجته بينما لا تحسن هي إدارة زوجها، أنت بالحكمة تسعد بزوجة من الدرجة العاشرة ومن دون حكمة تشقى بزوجة من الدرجة الأولى، ويا أيتها الزوجة أنت بالحكمة تسعدين بزوج من الدرجة العاشرة وتشقين بزوج من الدرجة الأولى :﴿ وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيراً ﴾ 

إحكام الاتصال بالله عز وجل يمنح الإنسان الحكمة و الأمن : 

      أكبر عطاء إلهي أن يمنحك الحكمة، بالحكمة تكسب الأصدقاء بل بالحكمة تجعل الأعداء أصدقاء، ومن دون حكمة تجعل الأصدقاء أعداء، بالحكمة تدبر أمرك بدخل محدود ومن غير الحكمة تبدد أموالاً طائلة، لذلك أكبر عطاء من الصلاة، الله أمرنا أن نصلي، معقول إله عظيم، بالكون مليار مليار مجرة يقول لك صلِّ، اركع، واسجد فقط عملية شكلية جوفاء، حركات وسكنات تفتتح بالتكبير تختتم بالتسليم، أما الصلاة شيء آخر، الصلاة اتصال، إن أحكمت الاتصال بالله عز وجل منحك الحكمة، أحد ثمار الصلاة، منحك الأمن منحك الرضا، ترضى بزوجتك هذه هدية من الله . 

      لذلك أيها الأخوة هذا المنهج الإسلامي منهج متداخل إن لم تطبق المنهج كاملاً لن تقطف ثماره .  

ثانيا: تدخل الأهل و الجيران و الأصدقاء : 

      الآن تدخل الأهل والجيران والأصدقاء، أنا أرى أن الزوجة العاقلة والزوج العاقل لا يسمحان لقضايا الأسرة أن تنتقل إلى أي مكان، هناك ملمح قرآني في : ﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾ 

      لو أنه هجرها في غرفة أخرى يعلم الأولاد، اليوم بابا نام في غرفة الجلوس، كأن الله أراد أنك إذا هجرتها أن يبقى هذا بينكما، ينبغي ألا يعلم الأولاد كلما ضاقت مساحة المشكلة الزوجية بين الزوجين كلما صار الحل سهل جداً، إذا تدخل الأهل، الأولاد، الجيران، الأقرباء، العمة، الخالة، تفاقمت الأمور فلذلك حينما قال الله عز وجل : ﴿ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ ﴾ 

      القصد من ذلك ألا يعلم أحد في البيت، فإن كان الله عز وجل يريد من المؤمنين ألا يخرج السر بينهما إلى أولادهما فلئن يبقى في البيت من باب أولى ألا ينتقل إلى بيت الأهل. 

      لذلك أكبر حماقة أراها أن هذه الزوجة تحدث أهلها عن كل شيء، تأتيها التوجيهات، قال له كيف عمك، قال توفى ؟ قال لا والله حي يرزق، قال له زوجة عمك ؟ قال حية تسعى . 

      أنا أرى النبي عليه الصلاة والسلام حينما سئل (( مَن أعظم الرجال حقاً على المرأة ؟ قال : زوجها، فلما سئل : مَن أعظم النساء حقاً على الرجل ؟ قال : أمه )) 

      توجيه نبوي يعني أقدس امرأة في حياتك أمك، أقدس رجل بحياتك زوجك، لذلك الزوج له حقوق، فحينما تسمح بتدخل الأهل والجيران والأصدقاء تأتي تغذية سلبية يكون الأمر تمام، مثلاً تكون الزوجة تحب زوجها والبيت متواضع ودخله محدود لكن أخلاقه عالية صاحب دين يسعدها وتسعده، يأتي أخوها في العيد ماذا قدم لك على العيد ؟ والله ما قدم لي شيئاً، معقول ؟!  

      (( إِنَّ الرَّجُلَ لَيَتَكَلَّمُ بِالْكَلِمَةِ لَا يَرَى بِهَا بَأْسًا يَهْوِي بِهَا سَبْعِينَ خَرِيفًا فِي النَّارِ )) 

      هناك علاقة طيبة، راضية عن زوجها، هو راض عنها، في حب وود بينهما لماذا تريد أن تفسد بينهما ؟ النبي عليه الصلاة والسلام قال : ليس منا من فرق . 

      أحياناً تفرق بكلمة، أحياناً بمناسبات معينة ماذا قدم لك ؟ ماذا أعطاك ؟ تنحرج الزوجة المسكينة، أنأ أقول المؤمن الصادق إذا زار أخته يثني على زوجها كثيراً، ما شاء الله حوله، أخلاقه عالية، هذا الزوج الحقيقي، عينك عليه، اعتزي فيه، يأتي الزوج يرى زوجته بلهفة غير طبيعية، باستقبال حار يكون من أخيها، لأن أخاها رفع قيمة زوجها بنظرها، لي عبارة لا أحب أن أقولها دائماً لكن هي قاسية قليلاً، الإنسان إذا كان مقطوعاً عن الله يُلهم الحيونة، إذا موصول يُلهم الحكمة. 

ثالثا: الاختلاف المستمر بين الزوجة و أهل الزوج : 

      الاختلاف المستمر بين الزوجة وأهل الزوج، أنا أقول دائماً هناك أب أنجبك، أنت ابن من ؟ وهناك أب زوجك هذا عمك والدك تعب فيها ثماني عشرة سنة، اعتنى بصحتها، اعتنى بتدريسها، اعتنى بعلمها، أخذت شهادة عليا، اعتنى بكل قوامها، قدمها لك هدية، هذا أب لك، أنا لا أرى أشد إنكاراً للفضل لمن يسيء إلى عمه، هذا والدك، لك أب أنجبك، ولك أب زوجك، ولك أب دلّك على الله، فالزوج من كماله أن يحترم والد زوجته كما أنه أبوه، والزوجة من كمال إيمانها أن تحترم والد زوجها كما لو أنه أبوها لأن لها أب أنجبها ولها أب هذا ابنه (زوجه إياها)، ولها أب دلها على الله .  

رابعا: سفر الزوج الطويل للعمل : 

      أيها الأخوة، هناك بند سفر الزوج الطويل للعمل، معي دراسة أن أحد أسباب الخيانة الزوجية السفر الطويل، الإنسان له حاجة لزوجته ولها حاجة لزوجها، فإذا في فراق طويل طبعاً أعلى نسبة من النساء محافظة لكن صار في حرمان، في بعض البلاد لا يقبلون من يعمل عندهم من المسلمين إلا من دون زوجة وفي بلاد أخرى بلاد الكفر عندهم قانون لم الشمل، معقول هؤلاء الذين ما عرفوا الله يجمعون شمل الأسرة، والذين عرفوا الله يمنعون أن يكون الزوج مع زوجته، هذه مشكلة كبيرة جداً، لذلك ليس منا من فرق . 

خامسا: تربية الأبناء واختلاف الأسلوب : 

      تربية الأبناء واختلاف الأسلوب، نحن إذا اعتمدنا منهج الله في التربية هو الحكم بيننا، أحياناً يختلف الزوجان في أسلوب التربية، لو اعتمدنا منهج الله في التربية : (( علموا، ولا تعنفوا، فإن المعلم خير من المعنف )) 

      لاعب ولدك سبعاً، أدبه سبعاً، راقبه سبعاً، ثم اترك له الحبل على الغارب، أنا لي سلسلة دروس في تربية الأولاد في الإسلام حوالي ستين شريطاً، من فضل الله أذيعت في الإذاعات عشرات المرات  

      (أنا أقدمهم هدية وحقوق الطبع غير محفوظة) 

      إذا كل بيت سمع هذه الدروس، توجيهات النبي عليه الصلاة والسلام المعصوم، كيف نربي أولادنا في التربية الخلقية، التربية الإيمانية، التربية العلمية، التربية النفسية، التربية الاجتماعية، التربية الجسمية، التربية الجنسية، هذه موضوعات الأشرطة، التربية بالموعظة، بالملاحظة، بالحافز، بالتأديب، بالتلقين، بالقدوة، هناك وسائل التربية وموضوعات التربية، الحل أن يكون الله هو الحكم بيننا، عوض أن نختلف وكل واحد معه وجهة نظر غير صحيحة نتصادم، نحن نرجع إلى مرجع في تربية الأولاد في الإسلام . 

      أنا الآن أعمل بجامع سعد بن معاذ في الشام درس عن تربية الأولاد في الإسلام طبعاً مصور للفضائيات، كان لي دروس صوتية فقط . 

سادسا: تكاسل الرجل عن العمل أو البخل وعدم الإنفاق : 

      هناك بند تكاسل الرجل عن العمل أو البخل وعدم الإنفاق، أنا يؤلمني كثيراً ما يسمى بفقر الكسل، فقر القدر صاحبه معذور، فقر الإنفاق صاحبه محمود، يا أبا بكر ماذا أبقيت لنفسك ؟ قال : أبقيت الله ورسوله . فقر الكسل، فالذي لا يحب العمل يضعف مركزه في البيت، بصراحة أنا أرى حينما تكسب مالاً حلالاً وتنفقه على أهلك وأولادك يقوى مركزك في البيت، تشد ابنك لك، كل شيء ما معي ما معي، الابن انسلخ من أبيه وأمه والتحق بصديقه الغني من أجل أن تضمن أن هذه الأسرة متماسكة ومرتبطة معك أيها الأب يجب أن تعمل بإخلاص وجد، الله هو الرزاق، والله في آية أرى زوال الكون أهون على الله من أن لا تحقق : ﴿وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا ﴾ 

      هذه الآية فوق الزمان والمكان والظروف والضغوط والحصار الاقتصادي : ﴿ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا (2)وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ (3)﴾ 

      أنا أخاطب الشباب الآن، الشاب يحتاج إلى بيت وإلى عمل وإلى زوجة، الله موجود، والله مرة زارني شاب في البيت قدمت له قطعة كاتو مع كأس شاي، أول لقمة أكلها من الكاتو قال سبحان من قسم لنا هذا ولا ينسى من فضله أحد، سبحان الله هذا الحديث أعرفه، الدعاء أعرفه، لكن تأثرت تأثراً بالغاً، أنت أيها الشاب وأنت أيتها الشابة لا ينسى الله من فضله أحد لكن اصبر، اصبر من تعجل الشيء قبل أوانه عوقب بحرمانه . 

سابعا: المزاح في غير مكانه وأصل التعدد والتوحد: 

      مرة السيدة عائشة حدثت النبي صلى الله عليه وسلم فترة طويلة عن أبي زرع وأم زرع، وحدثته عن شجاعته وكرمه، وأنه كان زوجاً نموذجياً، لكنها تأسفت أشد الأسف حينما أعلمته في النهاية أنه طلقها، فكان عليه الصلاة والسلام رفيقاً بها، فقال لها :أنا لك كأبي زرع لأم زرع، غير أني لا أطلقك 

      أنا أتمنى من الزوج أن يبتعد بالمزاح عن موضوع الزوجة الثانية والطلاق، لا يوجد شيء يهز كيان المرأة ككلمة الزوجة الثانية والطلاق . 

      شخص عنده زوجة من أعلى مستوى جمالاً وكمالاً وثقافة وعلماً وفهماً ونسباً وحسباً، سبحان الله تاقت نفسه لزوجة ثانية ماذا يقول لها ما معه حجة، إذا قال لها مثلاً أريد إنسانة بشكل آخر هي جميلة جداً، من عائلة هي من أرقى الأسر، مثقفة، مثقفة، ما معه حجة، فرسم خطة دخل إلى البيت حزين، قالت له خير، قال اتركيني لا يوجد شيء، تركها شهراً على هذا الحال، بعد ذلك قالت له قل لي، قال السلطان أعطى توجيهاً يجب أن نتزوج زوجة ثانية وإلا في إعدام، قالت له مت شهيداً . 

      مرة كنا في دعوة الداعي عنده فيلا طابقين، فجاعل النساء في الطابق العلوي وهناك نقل صوت إلى عندهم، وأنا في الطابق الأرضي مع الأخوان الكرام، مدعوين لعشاء، شخص سألني على التعدد، أنا أريد أن أتكلم فأشار صاحب الفيلا، ما فهمت ماذا فوق ؟ حكيت ثم علمت القصة إذاً هذا هو العشاء الأخير . 

      طبعاً الذي عنده زوجة واحدة يتوهم أن الأصل هو التوحد والذي عنده زوجتين يتوهم أن الأصل هو التعدد، الأصح الأصل هو أنت، فإذا كان من الممكن أن تقع في معصية فالتعدد هو الأصل، إذا ممكن أن تكتفي بهذه أماً أولادك الأصل هو التوحد، الأصل ليس التعدد وليس التوحد، الأصل أنت، ما دمت مقيماً لمنهج الله وراض عن هذه الزوجة ما في مانع . 



المصدر: ندوات مصورة - سوريا - ندوات مختلفة : منهاج الأسرة الناجحة