بحث

حقيقة ذكرها النبي تجنبك الأزمات النفسية

حقيقة ذكرها النبي تجنبك الأزمات النفسية

بسم الله الرحمن الرحيم

     قال رسولُ الله صلى الله عليه وسلم:  

إن لله ما أخذ وله ما أعطى 

     أيها الأخوة الكرام، ظاهرة في بلاد المسلمين تلفت النظر، هذه الظاهرة هي: قلة الأمراض النفسية، بينما تجد في بلاد الغرب، يعني نسبة المرضى النفسيين -في بعض المناطق- مئة وخمس وخمسون بالمئة، يعني أحياناً الإنسان: يعالج مرتين؛ من أزمة نفسية، من كآبة، المرض المتفشي في العالم الغربي: مرض الكآبة. لو أن إنساناً يريد جواباً علمياً، ما سبب انحسار الأمراض النفسية في بلاد المسلمين؟ الجواب: هو الإيمان بالله. 

     فالإنسان حينما يؤمن، تخف أمراضه النفسية، التوحيد يريح، التوحيد علاقتك مع الله، والله حاضر ناظر، بيده كل شيء: قال تعالى  ﴿بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ﴾  وقال أيضا: ﴿وَإِلَيْهِ يُرْجَعُ الْأَمْرُ كُلُّهُ﴾ . آيات التوحيد رائعة، انظر:  ﴿ مَا يَفْتَحِ اللَّهُ لِلنَّاسِ مِنْ رَحْمَةٍ فَلَا مُمْسِكَ لَهَا﴾  يعني: إذا الله أعطاك، لا تستطيع جهة في الأرض، أن تحول بين الله وبين هذا العطاء، وإذا كان أخذ منك، أقرب الناس إليك يتنكر لك، أقرب الناس إليك. أنت إذا آمنت أن الذي أعطاك الله إياه من فضله، وإذا شاء أخذه، لا تنسحق. يعني: اللهم صل عليه، حينما توفي ابنه إبراهيم بكى، قال له أبو ذر:  ((أتبك يا رسول الله؟ قال: إن العين لتدمع، وإن القلب ليحزن، ولا نقول إلا ما يرضي الرب، وإنا عليك يا إبراهيم لمحزنون)) 

     الإنسان حينما يرى أن كل شيء بقضاء من الله وقدر، حينما يعتقد أن لكل شيء حقيقة.  ((وما بلغ عبد حقيقة الإيمان، حتى يعلم أن ما أصابه لم يكن ليخطئه، وما أخطأه لم يكن ليصيبه))  لا يوجد بقاموس المؤمن لوم، وهذا اللوم حينما تختفي من قاموس المؤمن، يسعد أشد السعادة، أما كلمة لو: تحرق القلب، وقد يصاب بأزمة قلبية بهذه الكلمة، آلام الندم لا توصف، لذلك النبي منعنا من كلمة لو. قال الله تعالى:  ﴿وَإِنْ كُنَّا لَمُبْتَلِينَ﴾  يعني ممتحنين، ممتحن مرتين؛ ممتحن فيما أعطاك، وممتحن فيما منعك، الذي منعك منه ممتحن فيه، والذي أعطاك إياه ممتحن فيه، والبطولة: أن تنجح في المنع والعطاء، وربما كان المنع عين العطاء. 

     أروع دعاء بهذا الموضوع:  ((اللهم ما رزقتني مما أحب، فاجعله قوة لي فيما تحب، وما زويت عني مما أحب، فاجعله فراغاً لي فيما تحب))  يعني: أنت بين حالين؛ بين شيء تتمناه وقد حصلته، وشيء تتمناه ولم تحصله؛ فالذي حصلته وظفه في الحق، والذي لم تحصله وظف فراغه في الحق. 

إن لله ما أخذ وله ما أعطى 

     هذا الحديث؛ الجامع المانع المختصر: الذي بحوزتك من عند الله، والذي فقدته بأمر الله. 

     سُل مؤمن عن بعض أملاكه: لمن هذه؟ قال: لله في يدي. وربنا عز وجل يقول:  ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْمُلْكِ﴾  يعني: كل شيء يُملَّك مالكه الله؛ فالإنسان على التحقيق لا يملك شيئاً، إنما هو مال الله. يؤكد هذا قول الله عز وجل:  ﴿وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ﴾  أنت مستخلف، يدك على المال التي بحوزتك، يد الأمانة، لا يد التملك.  



المصدر: دروس جامع الأحمدي - الدرس : 073 - الأمراض النفسية