بحث

ثمرات الصوم

ثمرات الصوم

بسم الله الرحمن الرحيم

الإحساس بجوع الفقير :  

      إذا ذاق الصائم تعبداً و اختياراً ألم الجوع فلقد ذاقه الفقراء عجزاً واضطراراً.   
      الصائم يجوع طبعاً لكن هذا الجوع باختياره، اختار أن يجوع تقرباً إلى الله عز وجل، هو يذوق طعم الجوع تعبداً واختياراً، ولكن الفقير يذوق طعم الجوع عجزاً واضطراراً، و لأنه عاناه الصائم وقتاً محدوداً فهو عند الفقراء عناء ممدود، تصوم الصيام لوقت محدود، لكنه عند الفقراء عناء ممدود،   

كفّ النفس عن حماقاتها :  

      يتجلى الصوم بالإمساك بزمام النفس عن اندفاعاتها وحماقاتها، فالصائم مقيد بشعور دائم يحمله على الكف عما لا يجمل، ولا يليق، تصور إنساناً يدع المباحات، هل يعقل أن يرتكب الموبقات ؟ يختل توازنه، تدع من هو مباح لكل البشر، هل يعقل أن تغتاب في رمضان ؟ هل يعقل أن تطلق البصر في رمضان ؟ هل يعقل أن تكذب في رمضان ؟ أنت مأمور عن ترك الطعام والشراب، و هو مباح، فلأن تترك المحرمات من باب أولى، وكأن الله يقوي إرادتك في هذا الشهر على أن تكون ملتزماً بأوامر الدين.   

تحقيق التقوى:  

      قال تعالى: ﴿ يا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ ﴾  

      حينما تضيق الأمور كما هي الآن، و تستحكم الحلقات، وتسد المنافذ، وتـنتصب العقبات، ويقنط الإنسان تأتي التقوى تتسع بها المضائق، وتحل بها العقد، وتفتح بها المسالك وتذلل بها العقبات  

      ـ فمن يتق الله عند نزول المصيبة فيوحد الله، و يصبر لحكمه، و يرض لقضائه ويثبت على مبدئه واستقامته يجعل الله له مخرجاً من هذه المصيبة، فيبدل الله ضيقه فرجاً، وخوفه أمناً، وعسره يسراً.   
      ـ ومن يتق الله فلا يسمح للأفكار الزائفة أن تأخذ طريقها إلى عقله يجعل الله له مخرجاً من الضياع.  

رمضان شهر التدريب على التقوى:  

      أراد الله عزوجل في هذا الشهر الكريم أن نتقي الله عزوجل، وأن نألف الطاعات، أنت في رمضان طبعاً تغض البصر، تغضه في رمضان، وفي غير رمضان، و إن كنت تائباً تغضه في رمضان مبدئياً،  فإذا ألفت أن تغض البصر ثلاثين يوماً هذا الغض يستمر بعد رمضان،  وإذا ألفت أن تصلي الفجر في المسجد هذا يستمر بعد رمضان،   
      وإذا ألفت أن تصلي العشاء في جماعة، هذه العبادة تستمر بعد رمضان،   
      وإذا ألفت أن تضبط لسانك في رمضان، هذا ينبغي أن يستمر بعد رمضان،   
      أي أراد الله أن ينهض بنا في رمضان، دورة مكثفة، تقوية إرادة، أن تعيش ما يعانيه الفقراء، فالأمر البشري ـ أحياناً يقول لك أحدهم: أنا ضربت عصفورين بحجر ـ فالله عز وجل إذا أمر أمراً فإن مليون هدف يتحقق في آن واحد،    
      ومن قال لك: إن رمضان فقط يقرب الإنسان من الله ؟    
      رمضان ـ عملياً ـ صيانة لأجهزة الجسم، لابد منها في كل عام مرة، حينما ترتاح الأجهزة من عبء الهضم، و ثـقل الطعام، فإن النشاط يتجدد. 



المصدر: خطبة الجمعة - الخطبة 0980 : خ1 - فضائل شهر رمضان والصيام ـ خ 2 : غاية الصيام تحقيق التقوى .