بحث

الطُّفيل بن عمرو الدوسي من التلقي إلى الإلقاء

الطُّفيل بن عمرو الدوسي من التلقي إلى الإلقاء

بسم الله الرحمن الرحيم

لمحة عن حياة الطفيل بن عمرو الدوسي:  

      أيها الأخوة الأكارم، صحابي اليوم سيدنا الطُّفيل بن عمرو الدوسي، لهذا الصحابي الجليل قصةٌ مثيرة جدًّا يرويها هو بالذات، فنحن مع قصته بروايته، ولكن قبل أن نبدأ برواية قصته أقدِّم لكم نبذةً عن هذا الصحابي.  

      الطفيل بن عمرو الدوسي سيد قبيلة دوس، وكان زعيم قبيلته، وبالمناسبة كل إنسان له مكانة فهذا له حساب خاص، إن أحسن فله أجران، وإن أساء يُضاعف له العذاب ضعفين، لماذا؟ لأنه قدوة، الأب غيرُ الابن، إذا الأب دخن يُحاسب مرتين، إذا الأب كذب يحاسب مرتين، قال تعالى: ( يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِنَ النِّسَاءِ إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَعْرُوفاً) (يَا نِسَاءَ النَّبِيِّ مَنْ يَأْتِ مِنْكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً)  

      إذًا: عليَّة القوم، مدير مستشفى، مدير ثانوية، عميد كلية، قائد في سرية، كلما علاَ منصبُك فلك حساب خاص، سيدنا عمر رضي الله عنه، كان إذا جمع أهله و خاصته، قال:  إني قد أمرت الناسَ بكذا، ونهيتهم عن كذا، والناس كالطير إن رأوكم وقعتم وقعوا، وايمُ الله لا أُوتيَنَّ بواحد وقع فيما نهيت الناسَ عنه إلا ضاعفت له العقوبة لمكانه مني،  

      فصارت القرابةُ من عمر مصيبة  

       عَنْ جَرِيرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ، قَالَ:   

       جَاءَ نَاسٌ مِنْ الْأَعْرَابِ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَيْهِمْ الصُّوفُ فَرَأَى سُوءَ حَالِهِمْ قَدْ أَصَابَتْهُمْ حَاجَةٌ، فَحَثَّ النَّاسَ عَلَى الصَّدَقَةِ فأبطؤوا عَنْهُ، حَتَّى رؤي ذَلِكَ فِي وَجْهِهِ، قَالَ: ثُمَّ إِنَّ رَجُلًا مِنْ الْأَنْصَارِ جَاءَ بِصُرَّةٍ مِنْ وَرِقٍ، ثُمَّ جَاءَ آخَرُ، ثُمَّ تَتَابَعُوا حَتَّى عُرِفَ السُّرُورُ فِي وَجْهِهِ،       

       فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: مَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً حَسَنَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ لَهُ مِثْلُ أَجْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أُجُورِهِمْ شَيْءٌ، وَمَنْ سَنَّ فِي الْإِسْلَامِ سُنَّةً سَيِّئَةً فَعُمِلَ بِهَا بَعْدَهُ كُتِبَ عَلَيْهِ مِثْلُ وِزْرِ مَنْ عَمِلَ بِهَا، وَلَا يَنْقُصُ مِنْ أَوْزَارِهِمْ شَيْءٌ  

      ملخَّص هذا الكلام شخص قدوة له حساب خاص، إن أحسن فأجره مضاعف، أجر نفسه، وأجر من قلَّده، وإن أساء فعقابه مضاعف، عقابه على خطئه، وعقابه على كل من اقتدى به في خطئه.  

      سترون بعد قليل، كيف أن هذا الصحابي الجليل، الطفيل بن عمرو الدوسي، لأنه زعيم قبيلة، ولأنه سيد قبيلة لما أسلم أسلمَت كلُّ قبيلته، فإذا كان لك شأن فممكن بهذا الشأن العالي أن ترقى إلى أعلى عليِّين، ويمكن بهذا الشأن العالي أن تهوي إلى أسفل سافلين، أتباعك المعجبون بك، الذين يرونك في مكان عالٍ، والذين أنت ملءُ سمعهم وبصرهم، هؤلاء إن قلَّدوك لإحسانك ارتقيتَ مرتين، وإن قلَّدوك بإساءتك عوقبت مرتين، فكل إنسان في موضع القيادة، وفي مركز مرموق، في مركز وجيه له سمعته، وله أسرته، عميد أسرته، هذا له حساب مضاعف، ولا أبالغ بأن محور هذه القصة أنك إن كانت لك مكانة و أسلمت، فكلُّ من حولك يقلِّدونك.  

      فكان هذا الصحابي في الجاهلية سيد قبيلة دوس، وشريفا من أشراف العرب المرموقين، وواحدا من أصحاب المروءات المعدودين، لا تنزل له قِدرٌ عن نار، ولا يوصد له باب أمام طارق.   

      كان هذا الصحابي في الجاهلية يطعم الجائع و يؤَمِّن الخائف، و يجير المستجير، وهو إلى ذلك أديب لبيب أريب، وبالمناسبة من كان يتحلَّى بمكارم الأخلاق من مروءة أو كرم أو حمية أو نجدة أولا إغاثة ملهوف أو رحمة، فهذه الصفات الأخلاقية لا بد من أن تحمل صاحبها في يوم من الأيام على طاعة الله، لأن الله يحب مكارم الأخلاق، كان أديبا أريبا لبيبا، ومعنى أريب أي ذكيٌّ فطن، وما من عطاء أعظم من أن تكون فطنا، كان بصيرا بحلو البيان.  

      على كل: المؤمنون يتوزَّعون في حقول ثلاثة، هناك مؤمن يغلب عليه الفكر، أي كل قضية يفهم أبعادها ودخائلها و خوارجها وملابساتها، يطالع كثيرا، ويفهم كثيرا، يفنِّد مزاعم المفترين، يردُّ على النظريات الشيطانية، هذا مؤمن يغلب عليه الفكر، هذا له عند الله وظيفة، هناك مؤمن آخر يغلب عليه العمل الصالح، خدمة الأرامل والأيتام وبناء المساجد، وخدمة الناس، والتوفيق بين المتخاصمين، هذا عمل طيب، وهناك مؤمن يغلب عليه الحالُ، يعتني بأحواله وأذكاره وأطواره وقراءاته وتلاوته، لكن الأكمل من كل هذا أن تجمع بين هذا و ذاك، الأكمل أن تكون حادَّ الفكر، عامرَ القلب، مستقيم السلوك، أن تجمع بين العلم والعمل، وبين الحال، قال: يا ربي، أيُّ عبادك أحبُّ إليك حتى أحبه بحبك؟ قال: أحبُّ العباد إليَّ تقيُّ القلب نقيُّ اليدين، لا يمشي إلى أحد بسوء، أحبني وأحب من أحبني، وحبَّبني إلى خلقي، قال: يا ربي، إنك تعلم أني أحبك وأحب من يحبُّك، فكيف أحبِّبك إلى خلقك؟ قال: ذكِّرهم بآلائي ونعمائي و بلائي،  

      الآلاء أي الآيات، ذكِّرهم بها حتى يمتلئ قلوبُهم تعظيما لي، ذكِّرهم بالنعم حتى تمتلئ قلوبهم حبًّا لي، ذكِّرهم بالبلاء حتى تمتلئ قلوبهم خوفا مني.  

      إذًا: لا بد أن يكون في قلب المؤمن تعظيمٌ وحبٌّ وخوف، وإذا أردتَ أن تدعو إلى الله عز وجل يجب أن تجمع بين كل هذه المعاني، وأن تذكر الناس ببعضَ النعم التي أنعم اللهُ بها على المؤمنين حتى يحبُّوا اللهَ عز وجل، وأن تتلو عليهم بعضَ النقم المخيفة حتى يخافوا من عقابه، ويلتزموا أمره، وأن تذكِّرهم ببعض الآيات العظيمة حتى يمتلئوا تعظيما له، قال تعالى: ( إِنَّمَا يَخْشَى اللَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ)   

قصة إسلامه :  

      هذا الطفيل بن عامر الدوسي غادر منازل قومه في تهامة، وتهامة هي السهل الساحلي الموازي للبحر الأحمر، سهول تهامة، فهذا الطفيل هنا مضارب قبيلته، فغادر منازل قومه في تهامة متوجِّها إلى مكة المكرمة، وفي مكة المكرمة كان صراع عنيف يدور بين النبي وأصحابه من جهة، وبين كفار قريش من جهة ثانية، حينما دخل مكة شعر أن فيها شيئا غريبا، وأن فيها معركة ضارية، وأن فيها عوامل فتنة، وأن فيها حركة جذرية، وأن هناك من يكره النبيَّ كراهية شديدة، هناك من يمنع الناسَ أن يلتقوا به، هناك أصحابه الذين يحبونه، أي هناك بمكة مشكلة.   

      قال الطفيل:   

       قدمتُ مكة، فما إن رآني سادةُ قريش حتى أقبلوا عليَّ فرحَّبوا بي أكرم ترحيب، وأنزلوني فيهم أعزَّ منزل، ثم اجتمع إليَّ سادتُهم وكبراؤهم، وقالوا: يا طفيل، إنك قد قدِمتَ بلادنا، وهذا الرجل الذي زعم أنه نبيٌّ قد أفسد أمرنا، ومزَّق شملنا، وشتَّت جماعتنا، و نحن إنما نخشى أن يحلَّ بك وبزعامتك في قومك ما قد حلَّ بنا، فلا تكلِّم الرجل، ولا تسمعنَّ منه شيئا، فإن له قولا كالسحر، يفرِّق بين الولد وأبيه، وبين الأخ وأخيه، وبين الزوجة و زوجها       

      هكذا يرون.  

      أيها الأخوة، دائما أهل الكفر والضلال يحذِّرون من أهل الإيمان، ودائما أهل المعصية و الفجور يحذِّرون من الدعاة إلى الله عز وجل، دعواهم مضحكة، إنه يسلبك، يحرمك من أهلك، ويبعدك عن مجتمعك، ويجعلك منعزلا، هذا كله كلام فارغ، إذا كان الإنسان في ماء آسن، فإذا خرج من هذا الماء الآسن، واغتسل، وتطيّب، وشعر ببهجة النظافة، أيفرِّق بين فلان وجماعته؟ جماعته كلهم في ضلال، لكنه انسحب منهم، نجا بنفسه منهم، هذا ليس تفريقا، وعلى كلٍّ فالعاقل لا يصغي إلى كلام الفاسق، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)  

      لا تصغِ إلى الفاسق، قال تعالى: ( أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً)  

      هذا الذي ينصحك انظر إليه، هل يعصي اللهَ؟ هل يصلي؟ هل يخاف الله؟ هل هو منصف؟ إذا كان لا يصلي، وإذا كان مقطوعا عن الله عز وجل، وإن لم يكن منصفا، فكيف تصغي إليه؟ إنه فاسق، والله سبحانه يقول: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)  

      يا أيها الأخوة، أهل الدنيا وأهل الضلال، أهل الكفر والفسوق والعصيان فيهم دافع قويٌّ جدا إلى ماذا؟ هؤلاء لا يتوازنون إلا إذا طعنوا في المؤمنين الصادقين، هم إن لم يطعنوا يُحاصرون، متى يرتاح هؤلاء، هؤلاء عندهم عقدة نقص، عندهم شعور بالذنب، عندهم شعور بالدونية، هؤلاء لا يستعيدون توازنهم إلا إذا طعنوا في أهل الحق، فمعركة أهل الحق مع أهل الباطل معركة أزلية أبدية، معركة قديمة جدا، لذلك الإنسان ليس له حق أبدا بل هو آثم إذا صدَّق كلامَ أهل الفسوق في أهل الحق، فتارة يقول لك: له مقصد، وتارة يقول لك: له مصلحة، و تارة يقول لك: هذا يقول شيئا، و يفعل شيئا، هذا كلام مألوف في كل عصر، لذلك المؤمن لا يصغي إلى أهل الفسق والفجور إذا حدَّثوه عن أهل الإيمان، والآية الكريمة واضحة جدا.  

      قال الطفيل:   

       فو الله ما زالوا بي يقصُّون عليَّ من غرائب أخباره، ويخوِّفونني على نفسي وقومي بعجائب أفعاله، حتى أجمعتُ أمري على أن ألا أقترب منه، وألا أكلمه، أو أسمع منه شيئاً   

      واسمعوا هذه الآية، قال تعالى: ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْداً إِذَا صَلَّى)  

      انتهت الآية، ما معنى هذه الآية؟ أين جواب أرأيت؟ ( أَرَأَيْتَ الَّذِي يَنْهَى * عَبْداً إِذَا صَلَّى)  

      أي انظر إلى أفعاله، انظر إلى سلوكه، انظر إلى دناءته، انظر إلى خيانته، انظر إلى كذبه، انظر إلى انحرافه، هذا السلوك المنحرف، وهذه الدناءة ألا تكفيك دليلاً على أنه كاذب، و على أن هذا الإنسان هو أحقر من أن تصغي إليه، لذلك على المؤمن الصادق ألا يصغي إلى كلام أهل الباطل في أهل الحق. ينبغي على المؤمن إذا سمع عن أخيه إشاعة سيئة أن يتحقق  

أقول لكم الموقفَ الكامل: أنك إن سمعتَ كلاما فيه طعنٌ شديد في رجل مؤمن، فما موقفك؟ هناك مجموعة مواقف، إنك إن كذَّبت هذا الكلام تكذيبا سريعا، ورأيت القائل له غرض، ورأيته كذَّابا، ورأيته أفَّاكا، و لم تعبأ بهذا الكلام، ولم يهزَّ فيك، ولا شعرة واحدة، لا عليك أن تلقي كلامه عرضَ الطريق، ولا تبالِ به، وعليك أن تقول له: هذا كلام غير صحيح، وأنا لا أصدقك، لكن إذا كان كلامه ذكيًّا وأعطاك بعض الأدلة، وأعطاك بعض البينات، وتشوَّشت أنت، وشعرت أن هذه المكانة العلية قد هُزَّت، وأن هذه القدوة قد تزلزلت، فإذا بلغت من كلامه هذا المبلغ، فماذا عليك أن تفعل؟ عليك أن تذهب إليه، إلى هذا المؤمن، وتقول له فيما بينك و بينه: سمعتُ عنك هذا الكلام، فقل لي الحقيقة، قد يقول لك: هذا الكلام غير صحيح، وهذا هو الدليل، أنا على عكس ذلك، أو واللهِ يا أخي، كنتُ سابقا في خطأ، والآن تبتُ منه، على كلٍّ إذا أسأت الظنَّ بأخيك المؤمن فلا بد لك من أن تتحقَّق وإلا تكون آثماً، قال تعالى: ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ جَاءَكُمْ فَاسِقٌ بِنَبَأٍ فَتَبَيَّنُوا أَنْ تُصِيبُوا قَوْماً بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُوا عَلَى مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ)  

لذلك قيل:  من أساء الظنَّ بأخيه فكأنما أساء الظن بربِّه  

      هذه معركة أزلية أبدية، هذه القصة، والتي بعدها، والتي بعدها، وفي كل زمان، وفي كل مكان تندرج في سلسلة الصراع الطبيعي بين الحق و الباطل، في الحياة حق وباطل، خير وشر، إحسان وإساءة، وأنت لا بد أن تنضمَّ إلى أحد الفريقين، فإن كنت مع أهل الباطل فلا بد من أن تتهجَّم على أهل الحق، و إن كنت مع أهل الحق فلا بد من أن تدافع عنهم.  

       ولما غدوتُ إلى المسجد للطواف بالكعبة، والتبرُّك بأصنامها، التي كنا إليها نحجُّ وإياها نعظِّم، حشوتُ في أذني قطنا، خوفا من أن يلامس سمعي شيء من قول محمد، لكني ما إن دخلتُ المسجد حتى وجدتُه قائما يصلي عند الكعبة، صلاةً غير صلاتنا، ويتعبَّد عبادة غير عبادتنا  

      لا خير في دين لا صلاة فيه، والصلاة عماد الدين من أقامها فقد أقام الدين، ومن هدمها فقد هدم الدين، الصلاة سيدة القربات، وغرَّة الطاعات، ومعراج المؤمن إلى رب الأرض والسموات، قال تعالى: ( وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي)  

      قال رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ،:  يَا بِلالُ، أَقِمْ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا  

      قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:   

       الطُّهُورُ شَطْرُ الْإِيمَانِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تَمْلَأُ الْمِيزَانَ، وَسُبْحَانَ اللَّهِ، وَالْحَمْدُ لِلَّهِ تملأان أَوْ تَمْلَأُ مَا بَيْنَ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ، وَالصَّلَاةُ نُورٌ، وَالصَّدَقَةُ بُرْهَانٌ، وَالصَّبْرُ ضِيَاءٌ، وَالْقُرْآنُ حُجَّةٌ لَكَ أَوْ عَلَيْكَ كُلُّ النَّاسِ يَغْدُو فَبَايِعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا أَوْ مُوبِقُهَا  

الصلاة  طهور، الصلاة ميزان، قال تعالى:  ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَقْرَبُوا الصَّلَاةَ وَأَنْتُمْ سُكَارَى حَتَّى تَعْلَمُوا مَا تَقُولُونَ)   

       الصلاةُ إذًا: وعيٌ، الصلاة ذكر، والصلاة دعاء، والصلاة تقرُّب، قال تعالى: ( كَلَّا لَا تُطِعْهُ وَاسْجُدْ وَاقْتَرِبْ)  

      الصلاة مناجاة، الصلاة عُروج، والصلاة إقبال، والصلاة طهور، الصلاة سعادة، الصلاة نور، هذه الصلاة، لا خير في دين لا صلاة فيه، أنا أحيانا مغرم بضغط المعلومات، ممكن هذا الدين العظيم الواسع أن تضغطه في كلمتين، فربنا عز وجل قال على لسان سيدنا عيسى: ( وَأَوْصْانِي بِالصّلاةِ والزَّكَاةِ مَا دُمْت حَيّاً)  

      الدين اتِّصال بالخالق، وإحسان للمخلوق، حركة نحو السماء، وحركة نحو الأرض، نحو السماء إقبال على الله، نحو الأرض خدمة الخلق، لذلك يا رب، لا يطيب الليل إلا بمناجاتك، ولا يطيب النهار إلا بخدمة عبادك، إن لله عملا في الليل لا يقبله في النهار، وإن لله عملا في النهار لا يقبله في الليل، هذا الدين،   

       كان يصلي عند الكعبة   

      وإذا استقام الإنسان أيها الأخوة استقامة تامة، يتجلَّى اللهُ على قلبه عندئذ يعرف حقيقة الصلاة، يعرف ويتذوَّق قول النبي عليه الصلاة والسلام:  يَا بِلالُ، أَقِمْ الصَّلَاةَ أَرِحْنَا بِهَا  

      النبي كان إذا حضر وقت الصلاة، فكأنه لا يعرفنا ولا نعرفه،  

قال الطفيل:   

       وجدتُه قائما يصلي عند الكعبة، صلاةً غير صلاتنا، ويتعبَّد عبادة غير عبادتنا، فأسرَّني منظرُه، في وجهه نور، وفيه سمت حسن، وهزَّتني عبادته، ووجدتُ نفسي أدنو منه،   

      رغم كل التحذيرات لم تفلح معهم   

      قال:  ووجدت نفسي أدنو منه شيئا فشيئا على غير قصد مني حتى أصبحت قريبا منه، قال: وأبى الله إلا أن يصل إلى سمعي بعضٌ مما يقول، فسمعت كلاما حسنا  

      يا أيها الأخوة، إن استمعتَ إلى القرآن، وأنت صافٍ تشعر أن الله يخاطبك، و تشعر أن هذا الكلام كلام الله، تشعر أن هذا الكلام: ( إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى)   

      وقلتُ في نفسي:   

       ثكلتك أمُّك يا طفيل، ثكلتك أمك يا طفيل، إنك لرجل لبيب شاعر،       

أنت ذكي وفهيم وفطن وشاعر  

       وما يخفى عليك الحسنُ من القبيح، فما يمنعك أن تسمع من الرجل ما يقول،       

      أين عقلك أنت؟ أين ميزانك؟ قال تعالى: ( مَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)  

      قال تعالى: ( فَأَنَّى تُصْرَفُونَ) (قَلِيلاً مَا تَذَكَّرُونَ )

      ربنا أحيانا يعاتبنا، أين عقولنا؟  

      قال: ثم مكثتُ حتى انصرف رسولُ الله صلى الله عليه وسلم إلى بيته فتبعتُه حتى إذا دخل داره دخلتُ عليه، وبالمناسبة هناك حديث شريف رائع جدا يفسِّر لكم بعض الظواهر، قال: ما أخلص العبد لله عز وجل إلا جعل قلوب المؤمنين تهفو إليه بالمودة و الرحمة، هذه قوة الجذب أساسها إخلاص المؤمن، إخلاصه يجعل لكلامه قوة جذب، كان سيدنا ربيعة يخدم رسول الله، فلما ينتهي وقت الخدمة، يقال له: انصرف يا ربيعة، فماذا يفعل ربيعة؟ يبقى على عتبة باب النبي من شدَّة تعلُّقه به، من شدة حبه له، ومن شدة انجذابه إليه،   

      فقلت: يا محمد، إن قومك قد قالوا لي عنك: كذا و كذا، فو الله ما برحوا يخوِّفونني من أمرك حتى سددتُ أذنيَّ بقطن لئلا أسمع قولك، ثم أبى اللهُ إلا أن يسمعني شيئا منه فوجدتُه حسنا، فاعرض عليَّ أمرك،   

ما هي القصة؟ ما دعوتك، ومن أنت؟ من الذي أرسلك؟ ولماذا أرسلك؟ ما دليلك؟  

      قال له: فاعرضْ علي أمرك، فعرض عليه أمرَه، وقرأ لي سورة الإخلاص والفلق، فو الله ما سمعتُ قولاً أحسنَ من قوله، ولا رأيت أمرا أعدل من أمره، عند ذلك بسطتُ يدي له وشهدتُ أنه لا إله إلا الله و أن محمدا رسول الله، ودخلت في الإسلام  

من التبلغ إلى التبليغ:  

      قال الطفيلُ:   

       ثم أقمت في مكة زمنا تعلمتُ فيه أمورَ الإسلام، وحفظت فيه ما تيسِّر لي من القرآن، ولما عزمت على العودة إلى قومي، قلتُ: يا رسول الله، إنني امرؤٌ مُطاع في عشيرتي، وأنا راجع إليهم، وداعيهم إلى الإسلام، فادعُ اللهَ أن يجعل لي آيةً تكون لي عونا فيما أدعوهم إليه، فقال: اللهم اجعل له آيةً، فخرجت إلى قومي حتى إذا كنت في موضع مشرف على منازلهم وقع نورٌ فيما بين عيني مثلُ المصباح، فقلت: اللهم اجعله في غير وجهي، فإني أخشى أن يظنوا أنها عقوبة وقعت في وجهي لمفارقة دينهم.  

      فإذا كان الشخص مقيما على دينٍ ضالٍّ وخرج منه، هؤلاء المضلَّلون يتوعَّدونه بمصيبة كبيرة   

      قال:  فتحوَّل النورُ فوقع في رأسِ سوطي، فجعل الناسُ يتراءون ذلك النورَ في سوطي كالقنديل المعلَّق، وأنا أهبط إليهم من الثنية، فلما نزلتُ أتاني أبي، وكان شيخا كبيرا، فقلت: إليك عني يا أبت، فلستُ منك ولستَ مني، قال: و لِم يا بني؟ ماذا فعلنا لك؟ قلت: قد أسلمتُ وتابعت دين محمد صلى الله عليه و سلم، قال: أي بني ديني دينك، أنا على دينك،   

      لأنه كبير معروف وشهم وصاحب مروءة،   

      فقال له:  اذهب واغتسل و طهِّر ثيابَك ثم تعالَ حتى أعلمك ما عُلِّمت، فذهب فاغتسل وطهَّر ثيابه، ثم جاء فعرضتُ عليه الإسلام فأسلم، ثم جاءت زوجتي، فقلت لها: إليكِ عني، لستُ منكِ ولستِ مني، قالت: و لِم بأبي أنت وأمي؟ فقلت: فرَّق بيني وبينك الإسلام،   

      طبعا رسم خطَّة ذكية، هو لا يتخلى عنها، ولكن يقول ذلك حتى يدفعها إليه،   

       لأني أسلمت و تابعتُ محمدا صلى الله عليه وسلم قالت: فديني دينك.  

      قال لها: إذاً:  فاذهبي وتطهَّري من ماء ذي الشرى،   

      وذو الشرى صنم لدوس حوله ماءٌ،   

       فقالت: بأبي أنت وأمي أتخشى على الصبية شيئا من ذي الشرى؟ فقلتُ: تبًّا لكِ ولذي الشرى، قلتُ لك: اذهبي واغتسلي هناك بعيدا، وأنا ضامن لكِ ألا يفعل هذا الحجرُ الأصمُّ شيئاً   

      ومرةً استيقظت قبيلة صباحاً فرأت صنمها قد بال الثعلبُ على رأسه، فقال الشاعرُ:  

أربٌّ يـبول الثعلبانُ برأسه***لقد ضلَّ من بالت عليه الثعالبُ  

      ما هذا الإله؟ وهناك قبيلة ثانية صنعت صنما من تمر، فلما جاعت أكلته، فقيل: أكلت ودٌّ ربَّها، كم هناك من تفكير ضعيف، والله إنك لتجد في شرق آسيا أناساً يعبدون أصناما من دون الله، وتجد أمام الصنم فواكه من أرقى أنواع الفواكه، فسألوا واحدا: لماذا هذه الفواكه؟ قالوا: ليأكلها الصنمُ في الليل، ثم بدا أن الرهبانُ يأكلونها في الليل، وليس الصنم فهو من حجر، أطباء، ومثقَّفون، أصحاب إجازات علمية، ومدراء معامل، يدخل إلى معبد يجد صنم بوذا و أمامه الفواكه الشهية يعبده من دون الله،   

      وتفسير ذلك أن التَّديّن فطريٌّ في الإنسان، فالسعيد من عرف الإله الحقيقي، والشقي من التبس عليه الأمرُ، وظنَّ أن هذا الصنم إلها وهو ليس كذلك، لكن كل إنسان بحاجة فطرية إلى التديّن، إلى أن يعبد عظيما، لذلك إما أن تكون عبدا لله، وإما أن تكون عبداً لعبد لئيم، أو أن تكون عبدا لفكرة سخيفة، أو عبـدا لصنم أجوف، أو عبداً لشيء لا يقدم ولا يؤخِّر.  

      قال:  ثم دعوتُ دوسا، دعا قومه فأبطئوا عليه، وما استجابوا، كانوا غارقين في الزنا و الربا،   

      الربا عدوان على أموال الناس، والزنا عدوان على أعراض الناس  

       إلا أبا هريرة كان أولَّ ثمرة من ثمار سيدنا الطفيل، فقد كان أسرع الناس إسلاما   

      لا بدَّ أن تنتقل من طور التلقي للإلقاء، من طور السماع للتكلم، ومن طور الأخذ للعطاء،   

      قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  نَضَّرَ اللَّهُ امْرَأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَاهَا وَحَفِظَهَا وَبَلَّغَهَا فَرُبَّ حَامِلِ فِقْهٍ إِلَى مَنْ هُوَ أَفْقَهُ مِنْهُ، ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ: إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ، وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ، وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ  

قَالَ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:  خَيْرُكُمْ مَنْ تَعَلَّمَ الْقُرْآنَ وَعَلَّمَهُ  

      هناك أخوان كثيرون، همُّهم الأول نشرُ الحق، همهم الأول الدعوة إلى الله، همهم الأول مداراة الناس لهدايتهم، فلعلهم يأخذون بأيديهم إلى الله عز وجل.  

كيف علم النبي الطفيل فن الدعوة إلى الله ؟  

      قال الطفيل:  جئتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة ومعي أبو هريرة، فقال لي النبي عليه الصلاة والسلام: ما وراءك يا طفيل؟   

     ما الذي حدث معك؟   

       فقلت: قلوب عليها أكنة، و كفر شديد، ولقد غلب على دوس الفسوق والعصيان، فلا أمل فيهم، فقام عليه الصلاة و السلام، فتوضأ و صلى ورفع يديه إلى السماء، فقال أبو هريرة: فلما رأيته كذلك خِفتُ أن يدعو على قومي فيهلكوا، فقلت: واقوماه،   

الجماعة هلكوا،   

       لكن النبي عليه الصلاة و السلام جعل يدعو لهم،   

      قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ:  قَدِمَ طُفَيْلُ بْنُ عَمْرٍو الدَّوْسِيُّ وَأَصْحَابُهُ عَلَى النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ دَوْسًا عَصَتْ وَأَبَتْ فَادْعُ اللَّهَ عَلَيْهَا، فَقِيلَ: هَلَكَتْ دَوْسٌ، قَالَ: اللَّهُمَّ اهْدِ دَوْسًا وَأْتِ بِهِمْ  

       ثم التفت إلى الطفيل، وقال: ارجع إلى قومك وارفق بهم، وادعهم إلى الإسلام  

      كن عندك حكمة، استوعبهم   

       قال الطفيل: فلم أزل بأرض دوس أدعوهم إلى الإسلام حتى هاجر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، ومضت بدرٌ و أحد و الخندق، فقدمت على النبي و معي ثمانون بيتا من دوس، قال: حتى أسلموا وحسن إسلامهم، فسُرَّ بنا رسول الله، وأسهم لنا مع المسلمين في غنائم خيبر، فقلنا: يا رسول الله، اجعلنا ميمنتك في كل غزوة تغزوها، واجعل شعارنا  (مبرور)، فقال الطفيل: ثم لم أزل مع رسول الله حتى فتح الله عليه مكة، فقلت: يا رسول الله، ابعثني إلى ذي الكفَّين، ما ذو الكفين؟ ذو الكفين صنمُ عمرو بن حمحم، حتى أحرقه، فأذن له النبيُّ صلى الله عليه و سلم، فسار إلى الصنم في سرية من قومه فلما بلغه وهمَّ بإحراقه، اجتمع حوله النساء والرجال والأطفالُ يتربَّصون به الشرَّ، وينتظرون أن تصعقه صاعقة إن هو نال ذا الكفين بضرٍّ،             لكن الطفيل مؤمن يعيش مع الحقائق، وهناك أشخاص كثيرون يعيشون في الأوهام،   

       لكن الطفيل أقبل على الصنم على مشهد من عُبَّاده، وجعل يضرم النارَ في فؤاده، وهو يرتجز، نظم ثلاثة أبيات من الشعر، قال له:  

يا ذا الكفين لستُ من عُبَّادك***ميلادنا أقدمُ من ميلادك  

إني حشوتُ النار في فؤادك  

       وما إن التهمت النارُ الصنمَ حتى التهمت معها ما تبقَّى من الشرك في قبيلة دوس، أي آخر شيء في هذه القبيلة أنه أحرق لهم صنمهم، فأسلم القومُ جميعا، وحسُن إسلامهم  

الطفيل في طليعة المسلمين لحرب مسيلمة الكذاب؟  

      ظل الطفيلُ بن عمرو الدوسي بعد ذلك ملازما لرسول الله صلى الله عليه وسلم حتى قُبض النبيُّ إلى جوار ربه، ولما آلت الخلافةُ من بعده إلى الصدِّيق، وضع الطفيلُ نفسه وسيفه وولده في طاعة خليفة رسول الله.  

      الإسـلام عظيم عظمته أن المسلمين ينبغي أن يلتفوا حول رجل، المنافسات والمطاحنات والمناقشات والخصومات والصراعات، هذه لا ترضي اللهَ عز وجل، لا بد من التعاون، ولا بد من التكاتف، لا بد من أن نتعاون فيما اتّفقنا، ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا، لا بد من أن ندعم بعضنا بعضا، أما الطعن في الآخرين، وتقاذف التهم و المهاترات، هذا الذي يضعف المسلمين.   

      ولما نشبت حروب الردة نفر الطفيلُ في طليعة جيش المسلمين لحرب مسيلمة الكذاب، و معه ابنه عمرو، وفيما هو في طريقه إلى اليمامة رأى رؤيا، فقال لأصحابه:   

       إني رأيت رؤيا فعبِّروها لي، قالوا: وما رأيت؟ قال: رأيت أن رأسي قد حُلِق، ليس فيه شعر، وأن طائرا قد خرج من فمي، وأن امرأة أدخلتني في بطنها، وأن ابني عمرًا جعل يطلبني حثيثا، لكنه حيل بيني و بينه، قالوا: خيرا، قال: أمّا أنا فإني أوَّلتها، اسمعوا تفسيرها،   

       سيدنا الطفيل، قال: أما أنا واللهِ لقد أوَّلتها، أما حلق رأسي فذلك أنه يُقطع،  ويموت شهيدا، وأما الطائر الذي خرج من فمي فهو روحي، وأما المرأة التي أدخلتني في بطنها فهي الأرض تُحفر لي فأُدفن في جوفها، وإني لأرجو أن أُقتل شهيدا  

      وأما طلب ابني لي فهو يعني أنه يطلب الشهادة التي سأحظى بها إن شاء الله، إذا أذن الله، لكنه يدركها فيما بعد، يعني يدرك ابنه الشهادة بعد استشهاد الطفيل بحين.  



المصدر: السيرة - رجال حول الرسول - الدرس (15-50) : سيدنا الطفيل بن عمرو الدوسي